في 28 يونيو، نجح صاروخ H-2A في اختتام مسيرته الطويلة بإطلاق نهائي، حيث نشر قمر GOSAT-GW (إيبوكي GW) العلمي لرصد الأرض. وقد جرى الإطلاق في الساعة 12:33 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة من مركز تانيغاشيما للفضاء في اليابان، ووصل القمر إلى مداره الشمسي المتزامن بعد 16 دقيقة ونصف. وقد أكدت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (JAXA) لاحقاً أن قمر GOSAT-GW قام بمد صفائف الطاقة الشمسية الخاصة به بنجاح.
يُعد قمر GOSAT-GW، أو القمر العالمي للمراقبة للغازات الدفيئة ودورة المياه، مركبة فضائية تزن 2600 كيلوغرام، قامت ببنائها شركة ميتسوبيشي إليكتريك كوربوريشن لصالح وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (JAXA). وتشمل مهمته استخدام مقياس راديومتري ماسح بالموجات الميكروية لقياس المياه عبر اليابسة والمحيطات والغلاف الجوي، بالإضافة إلى مطياف لمراقبة الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي. ومن المخطط أن تكون فترة التشغيل العملية للقمر سبع سنوات.
وقد مثل هذا الحدث الرحلة رقم 50 والأخيرة لصاروخ H-2A، وهو صاروخ استخدم على نطاق واسع لإطلاق الأقمار الصناعية المدنية والتجارية والعسكرية. وقد تم إطلاقه لأول مرة في عام 2001، وكان فشله الوحيد في نوفمبر 2003 خلال إطلاق قمر تجسس بسبب عطل في معزز الصواريخ الصلبة. وقد استخدمته وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (JAXA) بشكل أساسي في مهمات علوم الأرض والفضاء، كما استخدمه الجيش الياباني في أقمار جمع المعلومات، كما شهد استخدامًا تجاريًا محدودًا. ومع ذلك، فقد أعاقت تكلفته العالية نسبيًا وانخفاض معدل رحلاته اعتماده التجاري على نطاق واسع.
كان صاروخ H-2A نسخة محسنة من صاروخ H-2 (سبع رحلات بين عامي 1994 و 1999). وقد تم إطلاق نسخة أخرى، وهي H-2B، تسع مرات (2009-2020)، حيث قامت بنشر حمولة HTV إلى محطة الفضاء الدولية. وقد أعلنت الحكومة اليابانية عن قرارها بالانتقال إلى صاروخ H3، بهدف تحقيق معدلات رحلات أعلى وتكاليف أقل، قبل أكثر من عقد من الزمان. وبينما ظهر صاروخ H3 لأول مرة في مارس 2023 مع فشل أولي، إلا أن عمليات الإطلاق الناجحة اللاحقة (بما في ذلك عملية إطلاق في فبراير 2025) أثبتت موثوقيته.
كان إطلاق صاروخ H-2A النهائي جزءًا من يوم حافل بإطلاق الصواريخ، حيث شهد أربع بعثات مدارية في أقل من 13 ساعة. وقد سبق الحدث إطلاق صاروخ Rocket Lab Electron، كما تلاه إطلاق صاروخين SpaceX Falcon 9 (أقمار Starlink).