أعلنت مديرة المخابرات الوطنية تولسي غابارد عن إعادة توجيه كبيرة لعمليات جمع المعلومات الاستخباراتية الأمريكية، مع إعطاء الأولوية لعمليات الأمن الحدودي ومكافحة المخدرات. وقد صرّحت خلال ندوة GEOINT 2025 بأن هذا التحول يمثل "أكبر تغيير في أولويات جمع المعلومات في تاريخ ODNI".
وأوضحت غابارد كيف ستعيد أجندة الأمن القومي لإدارة ترامب تشكيل وكالات الاستخبارات الأمريكية الثمانية عشر، مع التركيز غير المسبوق على المراقبة الداخلية مع الحفاظ على القدرات العالمية. وقالت غابارد: "إن التركيز على الأمن الحدودي ومكافحة الإرهاب ومكافحة المخدرات يمثل جبهة جديدة من نواحٍ عديدة. لم يكن هناك تركيز على جمع المعلومات في هذا المجال، لذلك سنعمل على زيادة هذا التركيز على الفور".
سيؤثر هذا التحول على آلاف من محترفي الاستخبارات، خاصة في قطاع الاستخبارات الجغرافية المكانية. وقد أوضحت غابارد أن السياسة الخارجية للرئيس ترامب لا ينبغي اعتبارها انعزالية، على الرغم من تصريحه بأن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تكون "شرطة العالم". وسيزيد هذا التغيير من التركيز على الحدود الجنوبية والشمالية، مما يتطلب تنسيقًا غير مسبوق بين الوكالات. وأضافت: "إنه جمع معلومات، ولكنه أيضًا دمج وفهم كامل يتطلب من قدراتنا الاستخباراتية الوطنية العمل بشكل وثيق مع وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية والولائية والمحلية. لا يمكننا أن يكون لدينا هذه الصوامع في المعلومات والاستخبارات".
وقد أقرت غابارد بوجود تخفيضات في التمويل وتقليصات في القوى العاملة، مشيرة إلى أنه بينما "شهدت أجزاء من الحكومة تخفيضات حادة"، إلا أن أولويات الاستخبارات "محمية إلى حد كبير حتى الآن". واستنادًا إلى خبرتها العسكرية والكونغرسية، تناولت غابارد الإحباطات المتعلقة بتقديم المعلومات الاستخباراتية. وقالت: "بصفتي شخصًا خدم في الجيش لأكثر من 22 عامًا وخدمت في الكونغرس لمدة ثماني سنوات في لجان الشؤون الخارجية والخدمات المسلحة، فقد كنت عميلة للاستخبارات لفترة طويلة، وقد واجهت الكثير من الإحباطات المباشرة بناءً على المنتجات التي تم تقديمها". وشددت على ضرورة الحصول على معلومات استخباراتية في الوقت المناسب، وذات صلة، وموضوعية، وغير متحيزة.
وبينما أعربت عن إعجابها بالابتكارات في الندوة، أشارت غابارد إلى وجود عقبات أمام اعتماد الحلول التجارية داخل الحكومة. وسيعمل مكتبها على تبسيط العقود للقضاء على الازدواجية و"توفير الكثير من المال والتأكد من أن عناصرنا في مجتمع الاستخبارات تحصل على أفضل قيمة مقابل المال".
كما شددت غابارد على ضرورة الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI)، مع الاعتراف بالقلق بشأن دورها. وقالت: "إنها الكلمة الطنانة، الجميع يتحدث عنها. لا يوجد بديل للبشر في الحياة أو العمل، بما في ذلك في الاستخبارات الجغرافية المكانية، ولكن علينا أن ننظر إلى هذا التحدي كفرصة لتغيير أدوارنا". وحثت المحللين على "فهم، والمشاركة المباشرة في الذكاء الاصطناعي لتعزيز وزيادة قدراتهم وعملهم"، معالجة المخاوف الناجمة عن نقص الفهم.
وأخيرًا، دعت غابارد إلى زيادة دمج معلومات المصادر المفتوحة (OSINT) مع التخصصات التقليدية. وقالت: "إن OSINT مجال تركيز جديد نسبيًا من الكونغرس"، مشيرة إلى القيود المفروضة بموجب السلطات الحالية. وقالت: "يجب دمج الاستخبارات البشرية، والاستخبارات الإشارات، والاستخبارات الجغرافية المكانية، بالإضافة إلى OSINT. يمكننا حقًا تعظيم الحفاظ على هذه الميزة النوعية عندما نعمل على تعظيم جميع قدراتنا في جمع المعلومات على نطاق واسع".